مدينة الطائف
مدينة الطائف
تتوسط مدينة الطائف قمة جبل غزوان غرب السعودية وظلت تمثل الوجهة السياحية في المملكة العربية السعودية
منذ زمن بعيد حيث تشكل مصيفا لمنطقة الحجاز وخصوصا سكان مكة المكرمة الذين يقصدونها هربا من حرارة الصيف
وللتمتع بالطبيعة الخلابة والطقس البارد المعتدل صيفا اختلفت الروايات على تسمية الطائف فمنهم من يقول إن جبريل عليه السلام
طاف منها حول الكعبة المشرفة ومنهم من يقول إنها سميت تيمنا بالسور المبني حولها على شكل دائرة يطوف على الطائف
وله أربعة أبواب وخلال السنوات الماضية تصدرت الطائف خيارات السائحين وسجلت أعلى نسبة من عدد السائحين
خلال الصيف بين مدن السياحة المحلية بما يتجاوز 3 ملايين سائح
وإذا ما نظرنا إلى التراث العمراني القديم بمدينة الطائف نجد أن هذه المدينة تمتاز بنسيج عمراني مستمد من فنون العمارة
الحجازية القديمة وفن العمارة الروماني القديم حيث لا يزال جزء صغير من سور الطائف القديم قائما حتى الآن بعد أن أزيل
السور في العهد السعودي لعدم الحاجة إليه بسبب استتباب الأمن والتوسع العمراني وكان السور يحتضن عددا من الحارات القديمة
الشعبية مثل حارة فوق وحارة أسفل وما تضمه من مبان وأسواق قديمة التي تقف شامخة حتى الآن بطرزها المعمارية الجميلة
وإطلالتها الرائعة وهناك بيوتا قديمة خارج السور
ومن أبرزها بيت الكاتب الذي يقع في حي السلامة على امتداد شارع قروي وقد بني على قياس الفن المعماري الروماني القديم
وزودت أعمدته المبنية من الحجر والنورة بزخارف شبه حلزونية وهو شاهد حي ما زال قائما
وهناك بيت الكعكي الواقع في حي السلامة وقد بني وفق النمط المعماري الروماني مع الحفاظ على التقاليد الهندسية
في منطقة الحجاز واستغرق بناؤه نحو عامين وهو من الحجر والرخام وخشب الزان وخشب العرعر وغيره ولعل أشهر بيوت الطائف
قصر شبرا الذي يضم حاليا المتحف الوطني
قصر شبرا التاريخي
وقد تم الانتهاء من بناء القصر عام 1907م بعد أن استغرقت عمليات البناء ثلاث سنوات وقد سكنه الملك عبد العزيز
واتخذه الملك فيصل مقرا لرئاسة مجلس الوزراء في فصل الصيف كما استخدم مقرا لوزارة الدفاع والطيران وقد تم ترميمه
ليتحول أخيرا إلى واحد من أهم المتاحف في السعودية والطائف مدينة سياحية ثرية بالآثار كما يقول محافظها رئيس مجلس التنمية
السياحية فهد بن عبد العزيز بن معمر ويعزو ذلك إلى كونها إحدى أقدم المستوطنات البشرية في جزيرة العرب ويمكن العثور
بسهولة على الكثير من الآثار الدالة على عراقة الطائف فهناك طريق الجمالة الحجري القديم ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من قرن كامل
كما قامت لجنة التنشيط السياحي بترميمه ليكون مقوما جاذبا سياحيا إضافيا للطائف وهناك أيضا طرق تربط السراة بتهامة
ويعود تاريخ إنشائها إلى فترات زمنية متباينة إلا أنها لم تنل من الشهرة والاهتمام ما ناله هذا الطريق وعلى بعد 400 كيلومتر
شمال الطائف يقع مقلع طمية أو ما يطلق عليه الأهالي بـ الوعبة وهو عبارة عن فوهة عميقة ضخمة المساحة وسط الصحراء
لا يستطيع الشخص رؤية ما بداخلها وتدور حولها قصص خيالية وأساطير مختلفة وقد أثبتت حفريات الجيولوجيين أن الفوهة
ناجمة عن اصطدام نيزك ضخم بهذه البقعة من الأرض
الموروثات التاريخية
وفي ظل اهتمام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمتاحف شهدت الطائف بروز عدد من المتاحف منها متحف شبرا الوطني
الذي يضم الكثير من الأجنحة التي تعرض داخلها مقتنيات نادرة للعصور القديمة والعهد السعودي ومراحل نمو الطائف بالإضافة
إلى تخصيص أركان للمهن والحرف القديمة وعرض أنواع نادرة من العملات والمشغولات والمنحوتات على الشواهد علاوة على
المخطوطات والصور القديمة وهناك متحف القرية الخضراء ويتميز بوجوده داخل أحد المتنزهات على جانب شارع الجيش بالطائف ويستطيع الزوار ارتياده وقتما يشاؤون ويضم الكثير من الموروثات الشعبية هذا بالإضافة إلى الملابس التقليدية القديمة والأواني والجلديات التي كانت تستخدم في السابق وقطع نادرة من المشغولات والمقتنيات الأثرية ذات القيمة التاريخية وهناك المتحف الوطني الذي يقع على الجانب الأيمن لطريق الجنوب بحي أم السباع وهو من أحدث المتاحف بالطائف ويضم الكثير من المقتنيات الأثرية القديمة ومنها الأسلحة والنقود والمنتجات التراثية المختلفة