مضمار سباق الهجن بأم القيوين
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول التي تهتم بموروثاتها الحضارية والثقافية وتسعى جاهدة للحفاظ عليها
وصونها وتعريف الشعوب بمدى أهميتها لدى أبنائها باعتبارها جزءا من حياتهم وخصوصية هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم
العربية الأصيلة
نبذة عن السباق
وتمثل الجمال أحد أهم الموروثات الحضارية والثقافية البدوية المحلية التي أولتها الدولة اهتمامها الخاص وذلك لارتباطها تاريخيا
بحياة الشعب الإماراتيوقد ارتبط أبناء الإمارات وأهل الخليج عموما منذ القدم بتراثهم ومنها التي شكلت جزءا من شخصيتهم
ويتجلى ذلك من خلال اهتمامهم الكبير بإبلهم لما تربطهم بها من علاقة حميمة ولاعتمادهم الكبير عليها في حياتهم حتى
أصبحت محل مباهاة بينهم ويقسم الجمل العربي أو ما يطلق عليه لقب سفينة الصحراء لما تمتاز به من خصائص تجعلها
من أكثر الحيوانات تكيفا للعيش في الصحراء وتحملا للعطش الشديد .. من حيث الشكل إلى نوعين أحادي السنام وذي السنامين
وتمتاز الجمال في الإمارات بشكلها الجميل وقدرتها على العدو لمسافات طويلة وتحملها للحرارة العالية والرطوبة ومن أشهرها
ظبيان وصوغان والورى ومصيحان وهملول والأصيفر وبفضل التهجين ظهرت سلالات أخرى أكثر أصالة منها الوارية والمرية وتوق
والعالية والغزيلة والطيارة والمسك والزعفرانة والطفرة ودبيس والشعلة
تطويرات السباقات
وقد اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومنذ توليه مقاليد الحكم بكل مايخص التراث والعادات والتقاليد البدوية
الأصيلة التي تميز الإماراتي ومن مقولاته المشهورة من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل وقد كان يؤمن ويؤكد على
عدم التخلي عن العادات والتقاليد مهما تقدم البلد حضاريا ومدنيا وماديا.ومن ضمن اهتمامات المغفور له .. اهتمامه بالإبل
باعتبارها جزءا من تراث الدولة ارتبط بها وبعاداتها وتقاليدها وعمل على تطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة ومنحها عناية
خاصة للحفاظ عليها وأمر بإنشاء مختبر علمي متطور ومزود بأحدث التقنيات والوسائل العلمية في الهندسة الوراثية في مدينة
العين بهدف القيام بهذه المهمة كما اهتم بسباقات الهجن العربية الأصيلة والتي تعتبر إحدى الرياضات التراثية المميزة والأكثر
شعبية في الدولة لما فيها من إثارة وتشويق وإحياء للتراث الشعبي ..وقدم لمالكي الإبل سواء كانت للسباق أو غيره دعما
ماليا سنويا لتمكينهم من الاستمرار في الحفاظ عليها كثروة وحفاظا على التقاليد التي يعتز بها الجميع كما تحظى الإبل
باهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بها وتطوير سلالات الهجن العربية الأصيلة والاهتمام بها
والعمل على علاجها والحفاظ عليها
الاهتمام بالابل
وانعكس الاهتمام بالإبل ومكانتها في مجتمع الإمارات من خلال الندوة الدولية الأولى لرعاية الجمال التي عقدت عام 1992
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي التي شارك فيها
نحو 200 خبير وعالم من 30 دولة. كما تم خلال عام 1990 إنشاء مركز بيطري للهجن أطلق عليه اسم مركز الأبحاث البيطري
في منطقة الحيلية بالقرب من مدينة سويحان ويتألف من قسمين.. أحدهما “لتوليد وتربية الجمال والأخر للمختبرات البيطرية
السريرية مزودان بكادر ميداني مسؤول عن علاج الإبل الموجودة لديه وعن إدارة سباقات الهجن ويركز قسم التوليد علي تهجين
إبل جيدة من نسل محلي أصيل لأغراض السباق إضافة للحليب واللحوم وذلك باستخدام تقنية نقل الأجنة / ETT / وكانت أول
تجربة ناجحة في هذا المجال عام 1992 عندما انتج المركز أول قعود بعملية نقل الأجنة ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 2013 أنتج
المركز أكثر من 5000 بعير بهذه التقنية وهذه عمليات غير مسبوقة في أي مكان آخر بالعالموعادة تلد الجمال مرة واحدة خلال
عامين بعد فترة حمل تربو على الإثني عشرة شهرا ونصف الشهر ولكن باستخدام تقنية نقل الأجنة فإن الناقة تستطيع أن تلد
خمس مرات علي الأقل في السنة الواحدة ويمكن أن يصل العدد لـ /25/ مرة في العام. وتم عام 1989 تشييد مركز إكثار الإبل
في إمارة دبي بهدف تطوير التقنيات الحديثة لنقل الأجنة والتلقيح الاصطناعي ودراسة علم وظائف الأعضاء التناسلية للجمال
من أجل تعزيز إنتاجيته والمحافظة على الجينات القيمة لنخبة من هجن السباق وإنتاج الحليب وقد تم إنتاج أول ناقة مستنسخة
في العالم أنتجت من خلايا المبيض وسميت إنجاز وقد ولدت بعد فترة حمل استمرت 378 يوما
اول دوله تقيم السباق
وتعد الإمارات أول دولة في التاريخ الحديث تقيم سباقا للهجن العربية الأصيلة رصدت له جوائز مالية وعينية دفعت الناس
إلى المزيد من الاهتمام بالهجن من خلال اختيار أفضل السلالات الأصيلة والاهتمام من ناحية الغذاء والصحة والتدريب والمتابعة
وبناء على توجيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنشأت دولة الإمارات اتحاد سباقات الهجن برئاسة سمو الشيخ حمدان
بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وتم إشهاره رسميا عام 1992
ويقوم الاتحاد بالتنظيم والإشراف على فعاليات سباق الهجن وتطوير القواعد الخاصة بها مثل منع استخدام الأطفال الذين تقل
أعمارهم عن الخامسة عشرة أو الذين يقل وزنهم عن / 45 / كيلو جراما واستبدالهم براكب آلي يتم التحكم به عن بعد.. فضلا
عن الترويج لهذه الرياضة في الخارج وقد انتشرت ميادين سباقات الهجن المنظمة والمعدة إعدادا جيدا لهذا الغرض في معظم
إمارات الدولة وتعدتها إلى القرى الصغيرة والمناطق ذات الطبيعة الصحراوية التي تتواجد بها القبائل البدوية التي تمارس وتعتني
بالهجن العربية الأصيلة حيث تقام سباقات الهجن في إمارة أبوظبي حسب البرنامج السنوي والمعد من قبل اتحاد سباقات الهجن
في دولة الإمارات خلال الفترة من منتصف سبتمبر وتستمر حتى نهاية شهر أبريل وشهر مارس تقريبا من كل عامكما تقام سنويا
السباقات والمهرجانات والتي تهدف إلى إحياء التراث الثقافي الغني للدولة في كل من أبوظبي في ميدان الوثبة والذي تم تشييده
بطول /10/ كيلومترات وبشكل دائري ومجهز بمنصة رئيسية حديثة تقع عند نهاية نقطة السباق في الميدان
دور السباقات فى السياحة
وقد أخذت هذه الرياضة تجذب أعدادا كبيرة من السياح الأجانب والمقيمين على أرض الدولة حبا في التعرف على أنواعها والطريقة
التي يتم التعامل بها مع الجمل الذي يستهوي الكثير من السياح كما بدأت هذه الرياضة تحظى باهتمام كبير في عدد من الدول
الأوروبية حيث تم وبرعاية اتحاد سباقات الهجن في الدولة تنظيم ثلاثة سباقات ناجحة في أستراليا في ميدان والد ويك الملكي
للخيول خلال الأعوام / 1998 و1999و 2000 /.. كما أقيم في ألمانيا سباق عام 1997 وساهم اتحاد سباقات الهجن بإنشاء مضمار
لسباقات الهجن العربية الأصيلة في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2008
مراحل تجهيز السباق
ويمر إعداد الإبل للسباق بأربع مراحل متتالية وهي
أولا الاختيار
وهو اختيار الهجن من حيث النوعية والأصالة والعمر..
ثانيا التضمير
وهو إعداد الهجن للسباق وذلك بالتخلص من الشحم الزائد في الجسم وبذلك تخضع لتغذية معينة ومحددة مع تدريب مستمر
ثالثا “التدريب
حيث تخضع الهجن الأصيلة لعملية تدريب مستمر كي تأنس إلى ميادين السباق وتآلف تجمع الناس حولها وتكون عملية التدريب
يوميا في موسم السباق وعادة ما يكون في فصلي الشتاء والربيع
رابعا القلص
وهو عبارة عن محاذاتها ببكرة أو قعود ليبدأ معها الانطلاق ومن ثم ينحرف عنها فتستمر هي بالانطلاق في السباق
وهناك عدد من الخطوات يتم عملها في موسم السباق وهي تغطية فم الحيوان بالكمامة بين الوجبات حتى لا يأكل
شيئا لا يراد له أكله و تغطية جسم الحيوان ليلا بما يناسبة حفاظا عليه من البرد بجانب عدم تعريض الهجن لتيارات
هواء شديدة أو للحرارة إضافة إلى الإهتمام الصحي المميز بهجن السباق والاهتمام بتغذيتها وما يتبع مع هجن السباق
أنها تمنع عن الأكل لفترة 17 ساعة قبل السباق وتمنع عن الشرب لمدة يوم أو أكثر وغير ذلك من الاجراءات حتى تدخل
السباق في حالة نفسية جيدة وهذا ما يسمى التحفيز