متحف عجمان
يعد متحف عجمان أحد أهم المعالم التراثية والتاريخية في المنطقة ليس من حيث البنيان وضخامته إنما من ناحية
التميز في المعروضات التي يضمها إذ إن تنوع أقسام المتحف جعل منه وجهة سياحية وترفيهية وتعليمية يقصدها
السياح والزائرون
تاريخ المتحف
كان الحصن في الماضي معقل الرئاسة والزعامة ومنبع السلطة السياسية في إمارة عجمان ويعد خط الدفاع الأول
عن المنطقة لاسيما في وجود الأبراج المنتشرة حول الحصن وخارج الإمارة التي تحقق الأمن والحماية ولأنه معلم شامخ
وصرح عال يستحق التكريم تم تحويله إلى متحف متكامل يحوي المقتنيات الأثرية والصناعات والمهن التقليدية والحياة
الاجتماعية في الماضي
معروضات وانشطه داخل المتحف
وتتميز المعروضات في المتحف بالتنوع لتشمل كل جوانب الحياة المختلفة، مثل أقسام الأزياء الشعبية إذ يمكن للزائر التعرف
إلى الملابس القديمة التي كانت سائدة في الماضي التي تغيرت بتغير الزمان والتمدن، كما أن هناك غرفة المعيشة والمطبخ
القديم الذي يضم جميع لوازم الطبخ القديمة من أوان معدنية وفخارية والمشغولات اليدوية كما يمكن لزائر متحف عجمان الاطلاع
على أساليب الحياة القديمة من خلال البيوت القديمة التي يقطنها سكان المنطقةسواء بيوت الجريد أو الخيام إضافة إلى الحرف
النسائية والطب الشعبي والألعاب الشعبية ومن جوانب الحياة الاقتصادية هناك أقسام مخصصة للغوص على اللؤلؤ والصيد البحري
وصناعة السفن والسوق الشعبي والزراعة والصحراء فيما ضم المتحف جوانب من حياة الإماراتي قديما منها حلقات التعليم المعروفة
بالمطاوعة والكتاب وأقسام المخطوطات والفنون الشعبية
نبذة عن حصن عجمان
يعتقد أن حصن عجمان شيد في أواخر القرن الـ18 للميلاد، واستخدمت في بنائه مواد محلية منها حجارة البحر المرجانية
والجص وتم تسقيفه بالجندل، وهو نوع من جذوع الأشجار يتم جلبها من شرق إفريقيا وقد تعرض الحصن عام 1820 مثل
بقية القلاع والحصون في الإمارات الشمالية لقصف السفن الحربية البريطانية، إذ تعرض للتدمير في وقتها حتى أعاد بناءه
المغفور له الشيخ راشد بن حميد الأول وخضع الحصن على مدار السنوات لعمليات ترميم، إذ بقي مقرا للأسرة الحاكمة حتى
عام 1907 عندما انتقل المعفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي للإقامة في قصر الزاهر وتحول الحصن إلى مقر للقيادة
العامة لشرطة عجمان وفي أواخر الثمانينات تمت إعادة ترميمه بتوجيهات من صاحب السمو حاكم عجمان وتحويله إلى
متحف تراثي واستغرقت عملية الترميم الأخيرة ثلاثة أعوام ويهدف المتحف إلى تعريف الأجيال بطبيعة الحياة في مجتمع
الإمارات في الماضي وتحديدا الفترة التي سبقت اكتشاف النفط، كما يسهم في تعريف المقيمين والزائرين والسياح العرب
والأجانب بتراث الإمارات ونمط الحياة
أقسام المتحف
ضم المتحف أقساما عدة منها القبر الأثري وأقسام بيوت الجريد والسفن والصيد البحري وإذاعة عجمان والزراعة والمطبخ القديم
ومخزن التمور والطرب الشعبي إضافة إلى قاعة الثقافة والتراث والألعاب الشعبية والآثار والوثائق والمخطوطات والمجلس
أو ما كان يعرف بـالبرزة كما أضيفت إلى المتحف قاعتان خصصت الأولى للطب الشعبي الذي يضم قسما للاستشفاء بالقرآن
وقسما لعلاج تجبير الكسور وأقساما لأمراض أخرى كانت شائعة في الماضي وأنواع العلاجات مثل الحجامة والعلاج عن طريق
الكي والمسح بأنواعه
أما القاعة الثانية في المتحف التي لا تقل تميزا عن الأولى فقد تم تخصيصها للسوق الشعبي الذي يضم مجسمات عدة
تمثل مهنا وحرفا وعادات شعبية كثيرة من بينها مهنة الطواش والحلاق والمحلوي والخياط والحداد والقطان وبائع الحصر إضافة
إلى مهنة بناء الجص وصناعة النسيج وتجار الجملة والقهوة الشعبية وتم تجسيد كل ذلك عن طريق تماثيل مميزة ومعبرة
تم تصميمها وتصنيعها بدقة وحرفية عالية إذ تم تزيينها وإبرازها بجميع الإكسسوارات التي كانت تستخدم في كل مهنة وحرفة
على حدة.
الدور العلوي للمتحف خصص ليضم قسما للمغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي ويضم غرفته الأصلية التي كان يعيش فيها
كما يعرض المتحف كل مقتنياته الشخصية كـالبشت والأسلحة والدفاتر والهدايا التذكارية التي تلقاها خلال فترة حكمه
كما يضم الدور العلوي أيضا أقساما للصور التاريخية والأزياء التقليدية والحرف النسائية والمطوعة والشرطة والمحكمة وغرفة
المعيشة ومعروضات الأسلحة
دليل المتحف
قسم الإنماء السياحي في دائرة الثقافة والإعلام في عجمان أصدر أخيرا دليل متحف عجمان ويأتي هذا الإصدار لإبراز الوجه
المشرق لإمارة عجمان من خلال معالمها السياحية وتاريخها العريق ويعد إصدار دليل المتحف برهانا على نهج القيادة الحكيمة
لدولة الإمارات التي ظلت تمنح حفظ التراث الحضاري للأجداد أولويةأ خاصة ما انعكس على الحراك المزدهر الذي تشهده الدولة
في مختلف المجالات ويسهم دليل المتحف في تعريف السياح الأجانب والعرب المقيمين والزائرين بتراث الإمارات ونمط الحياة
فيها قبل ظهور النفط، أما المواطنون فإن المتحف يعتبر بالنسبة إليهم أحد أهم الأماكن التي يمكن أن يستمتعوا بقضاء أوقات
فراغهم بزيارتها ويركز الدليل على عرض التراث الشعبي في الإمارات عامة وعجمان بشكل خاص ويحظى بإقبال كبير من
الزوار ويتبع المتحف طرقا عديدة لعرض محتوياته من خلال الاعتماد على تصوير البيئة المحلية في الماضي تصويرا واقعيا
عن طريق المجسمات بالحجم الطبيعي بملابسها الشعبية والأثاث التقليدي القديم
ويحتوي الدليل على معلومات لما يتضمنه المتحف في أقسام مختلفة تشمل أكثر من 29 قسما ويتضمن مجموعة من الأقسام
التي توثق لعدد من الحرف والمهن التي يمارسها أهل الإمارات في الماضي ومنها الصيد البحري وصناعة السفن والتجارة والنقل
البحري ونموذج للسوق الشعبي الذي يضم مجموعة من محال البقالة ومحال بيع التمور ومحال الخبازين وصناع الحلوى
إضافة إلى محال العطارين والحلاقين والخياطة وتجارة الأقمشة والمقاهي الشعبية والزراعة والمطوعة