متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
يعد متحف الشارقة للحضارة الإسلامية منذ افتتاحه قبل ثلاثة أعوام إنجازا حقيقيا يضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي
حققتها إدارة المتاحف في الشارقة على ضوء التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد
القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي أصدر حينها توجيهاته بتحويل سوق المجرة الذي يمتاز بموقعه
المتميز في قلب إمارة الشارقة وبإطلالته المميزة أيضا على خور الشارقة إلى متحف يجسد الحضارة الإسلامية في
أروع الصور التي قدمتها للعالم أجمع
مما يتكون المتحف
المتحف يتكون من مجموعة من الأروقة والقاعات الزاخرة بالعلوم والمخترعات والإنجازات البارزة لعلماء المسلمين
في معظم أرجاء العالم الإسلامي وإسهاماتهم عظيمة الأثر في مختلف ميادين العلوم كالفلك والطب والجغرافيا
والعلوم الطبيعية والعمارة، كما تحتوي قاعته العلمية على أدوات علمية معدة بدقة عالية لتجمع بين النماذج العاملة
والتفاعلية بما يسمح للزائر بتجريبها ودراستها والإطلاع عليها بشكل عميق، بالإضافة لمعروضات بارزة كالمصاحف
والمخطوطات الإسلامية والنماذج المعمارية وعدد من الصور التاريخية النادرة
محتويات المتحف
محتويات المتحف تتجاوز الخمسة آلاف قطعة فريدة جاءت من جميع أرجاء العالم الإسلامي ورتبت بحسب
موضوعاتها في مساحات عرض امتدت على سبعة أروقة فسيحة ففي الطابق الأرضي يتناول
رواق العقيدة الإسلامية أركان الإسلام الخمسة وقواعد العقيدة الرئيسة وتضم معروضاته البارزة مصحفا ومخطوطات
إسلامية ونماذج معمارية وسلسلة شيقة من الصور الفوتوغرافية التاريخية للحج في مكة المكرمة أما التحفة الأبرز فهي
غطاء الكعبة المشرفة المعروف بالستارة
قاعة العلوم والمخترعات بالإنجازات البارزة للعلماء المسلمين ويمكن للزائر بعد تفقد معروضات المسكوكات الرائعة
أن يجلس بمقهى المتحف أو يتفحص أغراض المتجر الذي يحوي مجموعة كبيرة من الأغراض التي لا تتوافر بمتاجر الشارقة
الأخرى ويهدف المتحف لإبراز الجوانب المشرقة في الحضارة الإسلامية التي تركزت في إنجازات أبدعتها أنامل وعقول
العلماء والفنانين المسلمين في جميع المجالات لتخلف فنا وعلما راقيين تركا بصمة خالدة في مسيرة الحياة الإنسانية
شرقا وغربا وعلى المساحة الواسعة من العالم التي طالتها الحضارة الإسلامية
المتحف سابقا
وكان مبنى المتحف المطل على خور الشارقة يعرف حتى وقت قريب بسوق المجرة الأول من نوعه في منطقة الخليج
حيث افتتح أمام الزوار عام 1987 ليكون علامة مميزة مشهورة ومعروفة بين أهالي الشارقة والزوار والسائحين بسبب
معالمه المعمارية الخلابة وتصميمه الجذاب ذي الزخارف العربية الإسلامية والقبة المركزية الفخمة الذهبية اللون من الخارج
والمزينة برسوم الفسيفساء المركبة من الداخل بحيث تظهر سماء الليل وبروجها
انشطه المتحف
فى الطابق الأول من المتحف للفن الإسلامي يوجد أربع صالات فسيحة تأخذ الزائر في جولة استكشاف فني يبدأ
من مطلع الإسلام حتى الحاضر حيث يستهل زيارته بالعرض المرئي والمسموع ويتمتع بالصور الفوتوغرافية المذهلة
لجميع أرجاء العالم الإسلامي ويتعرف إلى إنجازات الفنانين والخطاطين، وخصصت أول صالة لفنون القرون الإسلامية
الأولى والخزف والأعمال المعدنية والزجاج والفنون الصغيرة التي ظهرت بين القرنين الأول والقرن السابع الهجري
بينما تعرض الصالة الثانية قطعا صنعت في القرن الثامن حتى أواخر القرن الثالث عشر ومنها قطع خلابة من الفترة
التالية للغزو المغولي للأراضي الإسلامية الشرقية كما تعرض قطع معدنية وخزفيات تعود لعهد المماليك والصفويين
والعثمانيين أما الصالتان الثالثة والرابعة فقد خصصتا لصانعي الأسلحة وأنشطة الحرفيين المسلمين على مدار القرنين
الثالث عشر والرابع عشر الهجريين حيث يترك المظهر المرئي لجماليات هذه الفنون أكبر الأثر في نفوس جميع الزوار
بصرف النظر عن دياناتهم الفردية ولن تكتمل زيارة المتحف دون التوقف للتمتع بمقهى الطابق الثاني تحت قبة المتحف
الفخمة للاسترخاء بعض الوقت والتمتع بالمشهد الفسيفسائي المركب لسماء الليل القاتمة وإشاراتها البروجية التي
تماثل سطح القباب الداخلي للقصور والبيوت التي كانت تزين بخرائط سماوية في العصور الإسلامية